«هاي وينجز».. مطعم إماراتي يتطلع للعالمية

تجربة فريدة كرّسها أربعة شبان إماراتيين يتحدرون من اختصاصات مختلفة وخلفيات أكاديمية ومهنية متنوعة، والمجتمعين تحت راية الصداقة وخيمة الحلم بتأسيس مشروع خاص يكرسون فيه اهتمامهم بالأكل وتجارب النكهات العالمية المتنوعة في مشروع مطبخ دجاج أميركي محلي، بمعايير ومذاقات إماراتية فريدة.

انطلق مشروع «هاي وينجز»، وفقًا لـ"الإمارات اليوم" بعزيمة قوية من أصحابه الأربعة: علي المشربك، راشد محمد سعيد، يوسف الحداد، محمد آل رحمة، مصممين على دخول ميدان ريادة الأعمال من الباب الكبير، إذ ظل حلمهم تأسيس مشروع خاص في مجال الأكل والمطاعم، يراودهم وينشد التنفيذ. أما التخصص في مجال المطاعم تحديداً فقد فسره شركاء مشروع «هاي وينجز» بحبهم للميدان وشغفهم باكتشاف تفاصيل مختلف المطابخ العالمية والوصفات المتنوعة، «خصوصاً أن دبي باتت تحتضن أهم وأشهر المطاعم العالمية التي توافرت لنا فرصة اكتشاف تفاصيلها وكنه اختلافاتها، فاندفعنا إلى التفكير في استثمار معرفتنا بها لتنفيذ فكرة مطعم أجنبي مبتكر بمذاقات محلية فريدة»، في الوقت الذي أكد مؤسسو المشروع على أنهم تحمسوا للانخراط في الميدان باعتبار ما تقدمه بيئة الإمارات من تسهيلات وحوافز وتشجيعات، لتأسيس مشاريعهم الخاصة والانطلاق فعلياً في ميدان التجارة وميدان ريادة الأعمال.

رغم أن فكرة تأسيس مشروع مطعم أميركي متخصص في إعداد أجنحة الدجاج في دبي، قد تبدو من الوهلة الأولى متداولة، إلا أن مشروع «هاي وينجز» يتفرد بفكرة تقديم تجربة تذوق جديدة ومبتكرة تختلف عما يتم تقديمه في هذا النوع من المطاعم الشهيرة حول العالم، إذ يؤكد أصحابه أن «هناك الكثير من المطاعم العالمية الشهيرة التي تقدم وصفات أجنحة الدجاج والمهيأة فعلياً لاكتساح السوق، ففكرنا في تكريس هذه التجربة محلياً، بأفكار مغايرة ونكهات خاصة. وقد انطلق المطعم فعلياً في العمل منذ فترة في دبي، ليحصد إعجاب واهتمام رواد المطاعم وعشاق المطابخ العالمية، ويحظى كذلك بإقبال مختلف الجنسيات خصوصاً الإماراتيين الذين انجذبوا لخياراتنا وتحمسوا لنكهات أجنحة الدجاج المحلي الطازج ذي المذاقات التسعة المتنوعة التي يقدمها مطعمنا، وأفكار (برغر) اللحم المتميزة التي يعرضها المشروع والمعدة طبعاً من أجود أنواع بقر (الأنجوس) المحلي الذي يتم جلبه من شركات إماراتية معتمدة في المجال».

من جهة أخرى، أكد شركاء المشروع على خصوصية وفرادة الفكرة قائلين «لقد اجتهدنا كثيراً في تجربة اختيار علامتنا الجديدة واهتممنا بأدق تفاصيل وصفاتنا، كما انكببنا وهذا الأهم، على دراسة ذائقة الشعب الإماراتي والمراهنة على مواكبتها قدر الإمكان، من خلال استنباط خلطات خاصة ووصفات مغايرة تتناسب مع متطلباتها، باعتبار اهتمام أغلب المطاعم المتخصصة في إعداد وصفات الدجاج بالذائقة الغربية، ولعل أبرز ما جذب إلينا الاهتمام قائمة (الصلصات) التي يقدمها المطعم وأبرزها صلصة (الماونتن ديو) الجديدة المستوحاة من المشروب الغازي الشهير الذي يحمل الاسم نفسه»، لافتين إلى أن «شعب الإمارات بفضل عشق أغلبيته الدائم لتجارب السفر من ناحية، وانفتاحه على مختلف الحضارات الإنسانية المتعددة التي تقاسم معها العيش على هذه الأرض، بات قادراً على الانخراط في تجربة التنويع واكتشاف مختلف النكهات العالمية، وهذا ما نظنه قد دفعنا إلى اختراع نكهات جديدة والمراهنة على التجديد وإدراج أطباقنا في قائمة عادات الطعام لدى الإماراتيين».

وفي سياق الحديث عن محطات تأسيس المشروع المشترك، لفت الشركاء الأربعة إلى التحديات الكبيرة التي اعترضت بدايات المشوار، أبرزها قلة الخبرة وعدم دراية أغلبهم بميدان ريادة الأعمال، مؤكدين «رغم تجربتنا الطويلة في ميدان الطعام والنكهات، فإننا ننحدر من خبرات علمية ومهنية بعيدة عن هذا الميدان الجديد، وهذا بحد ذاته تحدٍّ كبير تغلبنا عليه بالبحث والاستقصاء من جهة، والتشاور وتبادل الآراء من جهة أخرى، كما ساعدتنا صداقتنا المتينة وخلفياتنا الأكاديمية المتنوعة على استثمار معارفنا وخبرات كل واحد منا في ميدانه، في تطوير مشروعنا والاهتمام بجوانبه القانونية والإدارية والمالية وحتى التسويقية».

حول شروط ومتطلبات الانخراط في ميدان ريادة الأعمال في ظروف صعبة بالنسبة لفئة الشباب الإماراتي، أكد أصحاب مشروع «هاي وينجز» للباحثين عن فرص الاستثمار في ميدان التجارة والأعمال، أنه «ليس هناك شروط محددة لتنفيذ مشروع جديد بقدر أهمية وجود (الفكرة المناسبة)، فإذا وجدت الفكرة وكانت منطقية وقابلة للتنفيذ، فيسهل الانطلاق بسلاسة في أي مشروع حتى خلال فترات الأزمة التي عشناها بسبب فيروس كورونا، التي خلقت برأينا فرصة سانحة للنجاح والبروز، بناء على ثقتنا الدائمة في اقتصادنا المتعافي من جهة، ودراسة جدوى واقعية ومعمقة للسوق، التي ترافقت مع تخطيط محكم لمراحل تطوره وتحليل لوضع منافسيه، وكلها خطوات شكلت ولاتزال مفاتيح الانطلاق بثبات في أي مشروع جديد وصك ضمان لاستمراريته ونجاحه في المستقبل».

بتأنٍّ وثبات واضحين، يتقدم رواد الأعمال الأربعة بمشروعهم الجديد، مراهنين بداية على ثقتهم اللامحدودة في تجارب مطبخهم الذي اعتبروه «حجر الأساس» على حد قولهم، وأحلامهم الكبيرة بإنجاحه، سواء على الصعيد المحلي من خلال استحداث أكثر من فرع في مختلف إمارات الدولة لاحقاً، أو من خلال الارتقاء به إلى مصافّ أهم المطابخ العالمية الشهيرة.

ولتحقيق ذلك، أشار شركاء «هاي وينجز» إلى حرصهم الدائم على تطوير وصفاتهم واتباع أعلى معايير الجودة في إعدادها وتقديمها.

«تحت راية الصداقة وخيمة الحلم اجتمعنا في مشروع خاص نكرّس فيه اهتمامنا بالأكل بمعايير ومذاقات فريدة».

«تحمسنا للانخراط في الميدان، باعتبار ما تقدمه بيئة الإمارات من تسهيلات وحوافز وتشجيعات لتأسيس المشاريع الخاصة».