رؤية جديدة لتجارب التسوق من الجيل «زد»

الأربعاء
02.02.2022
يمثل الجيل «زد» 32% من سكان العالم وتتطلع مختلف العلامات التجارية لفهم احتياجاته بشكل أفضل
 

أكدت شركة «جي إم جي»، أن هناك رؤية جديدة لتجارب التسوق لدى المستهلكين من الجيل «زد». وقالت الشركة: خلال العام الماضي، تفوق تعداد سكان العالم من الجيل زد، على تعداد جيل الألفية، ليمثل اليوم 32% من سكان العالم. وفي منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، يزيد عدد السكان من الجيل زد، على 72.5 مليون نسمة (16% من إجمالي عدد السكان). ونظراً لأن الجيل «زد»، يتمتع بقوة إنفاق إجمالية تقارب 100 مليار دولار، تتطلع مختلف العلامات التجارية لفهم احتياجات هذا الجيل، بشكل أفضل، لتحديد ملامح عاداته الاستهلاكية، وبالتالي، تقديم تجارب التسوق التي يتطلعون إليها.

ويمثل الجيل (مواليد 1997 إلى 2012)، مجموعة سكانية متميزة وفريدة، لا سيما على صعيد الاستجابة لعوامل محددة. فهذا الجيل يركز بشكل كبير على القيم والاستدامة، ويتطلع أثناء التسوق، إلى جوانب تتخطى المنتج بين أيديهم، سعياً لفهم ما تمثله العلامة التجارية، حتى لو كانت تكلفتها أعلى. وتظهر الدراسة الصادرة عن مجلة «فوربس»، أن غالبية أفراد الجيل زد (54%)، يرغبون بإنفاق 10% أو أكثر على منتجات مستدامة، ويفضلون المنتجات الأصلية والمميزة. ومن جهة أخرى، يتطلع أبناء الجيل زد، إلى تجارب أكثر كمالاً وصداقات حقيقية، سواء أكانت شخصية أو افتراضية.

وفي إحدى حلقات برنامج «ماكينزي بودكاست»، يكشف بو فاينمان عن مشاعر هذا الجيل قائلاً: يعجبني التمتع بالاستقلالية، وامتلاك وجهات نظري الحقيقية الخاصة، ويتشعب الحوار في الحلقة أيضاً، إلى رأي الجيل زد بالعلامات التجارية، ليتبين أن هذا الجيل «ليس مهتماً بما تقوله العلامة التجارية عن نفسها»، ولكنه أكثر حرصاً على اكتساب رؤيته الخاصة حولها.

وتوضح هذه الخصائص، أن أفراد الجيل زد، حريصون على التدريب والتركيز على الأهداف الصحية الشاملة. فوفقاً لبيانات صادرة عن شركة الأبحاث «سافانتا»، تمثل السعادة الهدف الأهم بالنسبة للجيل زد (57 %)، ثم الصحة (31 %)، وأخيراً الثروة (13 %). وذكرت تقارير عدة، أن أفراد هذا الجيل، يزاولون التمارين الرياضية 3 مرات أو أكثر أسبوعياً. ومن جهة أخرى، ينبغي على تجار التجزئة، فهم طبيعة التمارين التي يزاولها أفراد الجيل زد، حيث يركزون على تحسين عافيتهم، لا على المفاهيم ضيقة الأفق، مثل تحسين الهيئة الجسمانية واللياقة البدنية وحسب. فمزاولة التمارين الرياضية لدى الجيل زد، مرتبطة بأهداف اجتماعية أوسع، تتمثل في بناء علاقات اجتماعية، وقضاء أوقات ممتعة وجميلة. وعلاوة على ذلك، يفضل الجيل زد، تبني مفهوم الصحة الشاملة، مع التركيز على تحسين لياقتهم الذهنية والبدنية.

وفي ضوء ما سبق، نلاحظ أن العلامات التجارية المفضلة لدى الجيل زد، هي العلامات القادرة على إيصال هذه الرسائل بوضوح وصدق. فوفقاً لدراسة صادرة عن «بايبر ساندلر»، تعد «نايكي» علامة الملابس والأحذية التجارية المفضلة لدى اليافعين في عام 2021. ولا تقتصر أسباب تفضيل الجيل زد، للشركة التي تتخذ من ولاية أوريغون مقراً لها، على تشكيلتها من الملابس والأحذية غير الرسمية العصرية فقط، بل يعود الفضل الأكبر في ذلك، إلى حملاتها الإعلانية الداعية إلى إحداث تغيير اجتماعي.

أما على صعيد منطقة الشرق الأوسط، فقد أطلقت «سن أند ساندس سبورت»، إحدى علامات «جي إم جي»، وأكبر متجر لتجارة الملابس الرياضية بالتجزئة في الشرق الأوسط، مفهوماً جديداً في منفذها بدبي مول، تحت شعار «متعة الوصول إلى خط النهاية»، بهدف تشجيع الشباب على الاستمتاع بالرياضة.

من جهته، أكد محمد باقر نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في «جي إم جي»، وفقًا لصحيفة البيان، على ضرورة إحداث تغيير جوهري في مفاهيم التسويق، لتلبية تطلعات الجيل زد، وقال: «يعتبر الجيل الجديد من المستهلكين الأكثر وعياً لقضايا العالم من حولهم، وهم مستعدون للتخلي عن أية علامة تجارية لا تشاركهم رؤيتهم للعالم، والقيم التي يؤمنون بها. ومن شأن طرح المنتجات والعلامات التي تنسجم مع قيمهم، نقدم نموذج بيع بالتجزئة، يتوافق مع احتياجات المستهلكين من الجيل زد».

والملاحظ هنا، وجود اختلافات واضحة بين الجيل زد والأجيال السابقة، الأمر الذي تسبب بالكثير من حالات الالتباس لدى الشركات التي تستهدف هؤلاء الشباب. ومن إحدى أهم المفارقات على هذا الصعيد، ساهم الجيل زد، في التخلص من التعقيدات التي كانت تحدد العلاقة بين الشركات والمستهلكين الذي تستهدفهم. فالقيم التي تحدد ماهيتنا كبشر، مثل المجتمع والتواصل مع العالم من حولنا، هي ما يتوق إليه الشباب.

 


الأكثر شيوعاً في المنتدى