بانة: مشروعي نشأ من حاجة شخصية

في مشهد تتسارع فيه التحوّلات داخل عالم العناية الذاتية والجمال، تظهر من وقت لآخر قصص فردية تخرج عن النمط التقليدي، لتُقدّم نماذج مختلفة في الشكل والمضمون، تنطلق من الدافع الشخصي قبل أن تجد لها مكاناً فعلياً في الأسواق .من بين هذه التجارب، تبرز قصة رائدة الأعمال بانة إدريس، التي استطاعت أن تُترجم تجربتها الخاصة إلى مشروع متكامل يحمل رؤية مختلفة وغير مألوفة.

البداية لم تكن في بال بانة، بل كانت تبحث عن نتيجة مُرضية لنفسها، فبدأت بتجربة خلطات خاصة لتسمير البشرة، تصنعها بكميات محدودة وتضعها في عبوات بسيطة لتقدّمها لصديقاتها المقرّبات ولم تكن تعلم حينها أن هذه الخطوة الصغيرة ستفتح أمامها باباً واسعاً، وتحوّل ما كانت تعتبره تفاصيل شخصية إلى مشروع قابل للنمو والتوسّع.

مع تزايد الإعجاب من المحيطين بها، بدأت التساؤلات: لماذا لا يتحول هذا الجهد الشخصي إلى مشروع حقيقي؟ وفعلاً، بدأت بانة بدراسة إمكانية تطوير هذه الفكرة بشكل أوسع، مع الحفاظ على جوهرها المرتبط بالبساطة والطابع الشخصي.

المفصل الأهم في هذه الرحلة كان مشاركتها في برنامج "شارك تانك" حيث عُرضت فكرتها أمام لجنة من التحكيم، وبفضل الإقناع الذي قدّمته، حصلت على دعم مكّنها من نقل فكرتها إلى مستوى مهني، مدعوم بخطط تطوير وتوسّع لتصل اليوم إلى 4 مستحضرات خاصة بالتسمير التي لاقت إعجاباً واسعاً.

وفي هذا الصدد قالت بانة إدريس رائدة الأعمال ومؤسسة بي برونزي:
"لم يكن هدفي أبداً أن أبيع فكرة جاهزة أو أكرر ما هو موجود، هذا المشروع نشأ من حاجة شخصية، فكرة هذا المستحضر لم تأتِ من رغبة في دخول السوق فقط، بل من ملاحظة حقيقية لحاجة الناس نساءً ورجالًا إلى مستحضر يمنحهم لونا  متوازنا وطبيعيا  بوقت قليل بسبب احتوائه على مواد مسرعة للتسمير. التسمير اليوم أصبح جزءاً من أسلوب الحياة، ومن المهم أن تكون التجربة آمنة، بسيطة، وتحاكي تطلعات جيل يعرف تمامًا ما يريد من حيث الشكل والإحساس".

اليوم، وبعد عدة سنوات من العمل الهادئ والتدريجي، بات المشروع يضم مجموعة متكاملة من المستحضرات الخاصة بالتسمير ومابعد التسمير لتكون الحل الأمثل للحصول على اللون المرغوب وبوقت أسرع.

هذه التجربة تشكّل جزءاً من مشهد أوسع بدأ يتكرّس بشكل متزايد في المنطقة، حيث تتحول المبادرات الفردية خاصة تلك التي تنطلق من حاجات شخصية حقيقية إلى مشاريع تحمل بصمة محلية وهوية مستقلة، بعيدًا عن التقليد أو التكرار.